نبدأ، أخي الحبيب الأب ريمون بكر وأنا،
برفع الشكر إلى الله الذي رعانا على مدى الستّين سنة من خدمتنا الكهنوتيّة الرسوليّة ورافقنا بعطفه وأمانته وصبره ومحبّته.
ونشكر لأبينا قداسة البابا فرنسيس بركته الرسوليّة، التي أهدانا إيّاها بواسطة السفارة البابويّة في لبنان.
Monseigneur Paolo, Conseiller à la Nonciature Apostolique,
Veuillez transmettre notre reconnaissance à Sa Sainteté le Pape François pour sa bénédiction apostolique, et à Son Excellence le Nonce Apostolique au Liban qui nous a obtenu cette bénédiction.
كما أنّنا نشكر لغبطة أبينا البطريرك غريغوريوس التفاتته الطيّبة وبركته الأبويّة.
حريصا، في 29 حزيران 2013
بمناسبة مضيّ ستين سنة على الرسامة الكهنوتيّة
للأب ريمون بكر البولسيّ، ولي (الأب عادل تيودور خوري)
سيّدي الحبر الجليل،
أيّها الآباء والإخوة والأقارب والأصدقاء والمعارف والحضور الأحبّاء،
منذ تدرّجنا، الأب ريمون بكر وأنا، في سني الدراسة والتثقيف في الإكليريكيّة البولسيّة الصغرى، ثمّ في الإكليريكيّة الكبرى، ثمّ في سني الخدمة الكهنوتيّة الرسوليّة، كانت قناعتنا ما تعلّمناه من شفيع جمعيّتنا، الرسول بولس، حيث قال: “إنّ الحياة لي هي المسيح” (فيليبّي 1: 21).
وعندما نعود بالذكرى إلى السنوات الطويلة من عمرنا، لا يسعنا إلاّ إن نذكر شاكرَين الآباء الذين رافقونا في سني تهذيبنا وتثقيفنا وفي سني انطلاقنا في العمل الرسوليّ.
بعد نحو عشر سنوات في الخدمة الرسوليّة في ربوع بلادنا في الشرق، انطلقت بي الأيّام إلى ربوع أوربا، ابتداءً من سنة 1963. فقضيتُ في التحصيل العلميّ وتدريس علوم الأديان في كليّة اللاهوت الكاثوليكيّ بجامعة مونستر / ألمانيا مدّة دامت ثلاثين عامًا حتّى سنة 1993. وكانت نتيجة أبحاثي كلّها ومحاضراتي في عدد كبير من الجامعات والمؤسّسات الثقافيّة في أوربا، ولاسيّما في ألمانيا نفسها، أنّ البشر يبحثون بطرق عديدة عن الله. وقد أثّر فيّ أشدّ الأثر ما اكتشفته من كنوز المسيحيّة في جوقة الأديان الأخرى في العالم. إذ اتّضح لي أنّه في يسوع المسيح تمّ اتّحاد الإله المتعالي القدير بالإنسان. ففيه حصلنا جميعنا على التفاتة الله العطوفة ومحبّته وخلاصه.
فمنذ أن أكّد لنا يسوع المسيح محبّة الله لنا، ومنذ أن كشف لنا أنّ الله في ذاته هو محبّة، لم يعد يدهمنا الخوف في حضرة الله، بل ترانا نبحث عنه بشوق متزايد. فأمام المحبّة التي أنعم الله بها علينا، أمام محبّة المسيح الذي قَبِل أن يمضي في شوطه معنا إلى أبعد غاية، إلى بذل نفسه، لا يعود يبقى لنا سوى الإعجاب الشاكر الذي لا حدّ له، الإعجاب بهذا السرّ الممتنع الوصف منبع السعادة، سرّ محبّة الله.
وها نحن اليوم، أخي الحبيب ريمون بكر وأنا، نقف مذهولَين أمام سرّ محبّة الله، ونشكر له جميع إنعاماته التي وهبنا إيّاها في هذه السنين الستّين في الخدمة الكهنوتيّة الرسوليّة.
ثمّ إنّنا نقدّم الشكر لسيادة المطران جوزف عبسي لإشراكنا معه في الاحتفال بالقدّاس الإلهيّ. ونشكر جمعيّتنا البولسيّة الحبيبة في شخص رئيسها الأب العام الياس آغيا ومساعديه الكرام، وفي شخص جميع إخوتنا البولسيّين من مطارنة وكهنة وشمامسة ومبتدئين وطلاّب وإخوة.
ونشكر جميع الأخوات راهبات سيّدة المعونة الدائمة، وراهبات سيّدة الخدمة الصالحة، وخادمات القربان المقدّس، وراهبات الكرمل، اللواتي يرفعن الصلاة إلى الربّ ليرافقنا في دروب حياتنا ومجالات نشاطنا الرسوليّ.
ثمّ إنّنا نشكر من استطاع في هذه الأيّام الصعبة من أهلنا ومن أقاربنا أن يشاركنا في هذا الفرح وفي تقديم الشكر لله تعالى.
ونشكر جميع المحبّين والأصدقاء، رجالاً ونساءً، وجميع الذين يساندوننا في عمل الجمعيّة الرسوليّ بأشكاله المتنوّعة.
أغدق الله علينا جميعًا غزير نعمه وعطف محبّته.
الأب عادل تيودور خوري
في 29 حزيران 2013