عادل تيودور خوري
وردت في القرآن الكريم آيات حول ثواب غير المسلمين ندرجها هنا في مطلع هذا المقال.
البقر 2: 62: إنّ الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين مَن آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحًا فلهم أجرهم عند ربّهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
المائدة 5: 69: إنّ الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحًا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
النساء 4: 123-124: ليس بأمانيّكم ولا أمانيّ أهل الكتاب. من يعمل سوءًا يُجزَ به ولا يجد له من دون الله وليًّا ولا نصيرًا. ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنّة ولا يظلمون نقيرًا.
1) هناك طائفة من المفسّرين يحصرون ثواب الله بالمسلمين فيقرأون الآيتين من سورة البقرة وسورة المائدة على النحو التالي:
[1] – راجع في الموضوع:
Louis Gardet, Dieu et la destinée de l’homme, Paris 1967, 301-302, 290-293; Robert Caspar, Le salut des non musulmans d’après Abu Hamid Muhammad al–Gazali, in : Islamochristiana 3, Rome 1977, 47-49 ; Le salut des non musulmans d’après le commentaire coranique du Manâr (traduction française), p. 50-57 ; Adel Theodor Khoury, Der Koran. Arabisch-Deutsch, Übersetzung und wissenschaftlicher Kommentar, I, Gütersloh 1990, 285-290 ; A. Th. Khoury, Kommen Muslime in den Himmel? Gelangen Christen ins Paradies ? Beiträge zum christlich-islamischen Dialog, Würzburg 2007, 11-32.
راجع أيضًا النصوص المدرجة في حواشي العرض.
-إنّ الذين آمنوا في الماضي على وجه خاصّ واليهود والنصارى والصابئين إن دخلوا الآن في الإيمان الصحيح كما بشّر به النبيّ محمّد، وآمنوا بعد ذلك حقًّا بالله واليوم الآخر وعملوا صالحًا، فهؤلاء ينالون أجرهم عند ربّهم (هذا مثلاً قول ابن عيّاس ومن تبعه من علماء الكلام).
-يؤكّد الإمام أبو بكر حمزة الذي نقل في باريس معاني القرآن إلى اللغة الفرنسيّة، أنّ عبارة “من آمن” تدلّ على الماضي. فمن آمن وعمل صالحًا من هذه الفِرَق المذكورة قبل بعثة محمّد، فهؤلاء ينالون أجرهم. أمّا بعد بعثة محمّد فلا يصحّ ذلك إلاّ بفضل الدخول في الإسلام. هذا استنادًا إلى الآية في سورة آل عمران القائلة: “ومن يبتغِ غير الإسلام دينًا فلن يُقبَل منه وهو في الآخرة من الخاسرين”. (3: 85).
-أمّا مفسّر القرآن محمّد حُسين الطباطبائي (وهو من علماء الشيعة) فيقرأ الآية على النحو التالي: “إنّ المراد بالذين آمنوا في صدر الآية هم المتّصفون بالإيمان ظاهرًا المتّسمون بهذا الاسم، فيكون محصّل المعنى أنّ الأسماء والتسمّي بها مثل المؤمنين واليهود والنصارى والصابئين لا يوجب عند الله تعالى أجرًا ولا أمنًا من العذاب… وإنّما ملاك الأمر وسبب الكرامة والسعادة حقيقة الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح”.
2) أكثريّة علماء الكلام في الإسلام يؤكّدون أنّ “أهل الكتاب”، أي في لغة القرآن خصوصًا اليهود والنصارى، إن هم اتّبعوا التعليم النبويّ الذي بُشّروا به، يعدّون مؤمنين بالمعنى الحقيقيّ، إذ إنّ هذا التعليم، كما يؤكّد القرآن نفسه، يتضمّن الإيمان بالله واليوم الآخر، وإذ إنّ التوراة والإنجيل قد نوّها مسبّقًا ببعثة النبي محمّد.
الأعراف 7: 157: الذين يتّبعون الرسول النبيّ الأمّي الذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحلّ لهم الطيّبات ويحرّم عليهم الخبائث… (قابل أيضًا 2: 120 و129؛ 5: 83-84؛ 6: 114؛ 17: 107-108؛ 34: 6؛ 61: 6).
ولكنّ القرآن يعود فيقرّع اليهود على أنّهم يحرّفون التوراة، والنصارى على أنّهم ابتعدوا عن الإيمان بالله الواحد الذي بشّر به النبيّ عيسى ابن مريم. لذلك يشير العلماء إلى أنّ القرآن يورد في زمن لاحق، نقضًا لما جاء في الآية 2: 62، آيات سورة التوبة:
9: 29: قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرّمون ما حرّم الله ورسوله ولا يدينون دينَ الحقّ من الذين أوتوا الكتاب حتّى يُعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون.
[1] – Boubakeur Hamza, Le Coran I, Paris 1972, 31 et 32.
[1] – الميزان في تفسير القرآن، المجلّد الأوّل، الطبعة الثالثة، بيروت 1973، ص 192-193.
9: 30: وقالت اليهود عُزير ابن الله، وقالت النصارى المسيح ابن الله، ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبلُ، قاتلهم الله أتى يؤفَكون.
9: 31: اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أُمِروا إلاّ ليعبدوا إلهًا واحدًا لا إله إلاّ هو سبحانه عمّا يُشركون.
9: 32: يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلاّ أن يُتِمّ نوره ولو كره الكافرون.
ثمّ يأتي في القرآن تأنيب لهم:
الحديد 57: 27: ثمّ قفّينا على آثارهم برسلنا وقفّينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل… فآتينا الذين آمنوا أجرهم وكثيرين منهم فاسقون.
المائدة 5: 73: لقد كفر الذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة وما من إله إلاّ إله واحد. وإن لم ينتهوا عمّا يقولون ليمسّن الذين كفروا منهم عذاب أليم.
من هنا يتّضح أنّه يجب التمييز بين الذين عاشوا قبل بعثة النبيّ محمّد ولم يعرفوا الإسلام، والذين عاشوا بعد مجيء الإسلام. فطالما كان الذين عاشوا قبل الإسلام يتبعون تعليم إيمانهم، فهم سينالون ثوابهم. أمّا الذين رفضوا أن يؤمنوا بالقرآن ويعتنقوا الإسلام، فهؤلاء وضعهم كوضع الكفّار، وسيهبطون إلى الهلاك الأبديّ.
3) ولكنّا نجد مقابل هذا الاستنتاج موقفًا آخر يستند إلى محتوى آية سورة البقرة 2: 62. وقد نشر هذا الموقف الشيخ رشيد رضا في تفسير المنار، شارحًا ما قاله في ذلك أستاذه الإمام محمّد عبده:
“فالآية بيان لسنّة الله تعالى في معاملة الأمم تقدّمت أو تأخّرت، فهو على حدّ قوله تعالى (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب: من يعمل سوءًا يجز به ولا يجد له من دون الله وليًّا ولا نصيرًا. ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنّة ولا يُظلَمون نقيرًا). فظهر بذلك
[1] – راجع في مواقف العلماء حول هذه القضية:
Louis Gardet, Dieu et la destinée de l’homme, Paris 1967, 390-392.
[1] – راجع: محمّد رشيد رضا: تفسير القرآن الشهير بتفسير المنار، المجلّد الأوّل، دار المعرفة، بيروت لبنان، الطبعة الثانية (عن طبعة القاهرة 1947)، ص 336-337.
أنّه لا إشكال في حمل من آمن بالله واليوم الآخر الخ على قوله (إنّ الذين آمنوا) الخ ولا إشكال في عدم اشتراط الإيمان بالنبيّ. لأنّ الكلام في معاملة الله تعالى لكلّ الفرق أو الأمم المؤمنة بنبي ووحي بخصوصها، الظانّة أنّ فوزها في الآخرة كائن لا محالة لأنّها مسلمة أو يهوديّة أو نصرانيّة أو صابئة مثلاً. فالله يقول إنّ الفوز لا يكون بالجنسيّات الدينيّة وإنّما يكون بإيمان صحيح له سلطان على النفس، وعمل يصلح به حال الناس، ولذلك نفى كون الأمر عند الله بحسب أماني المسلمين أو أماني أهل الكتاب، وأثبت كونه بالعمل الصالح مع الإيمان الصحيح.
أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السُّدِّي قال: التقى ناس من المسلمين واليهود والنصارى فقال اليهود للمسلمين: نحن خير منكم: ديننا قبل دينكم، وكتابنا قبل كتابكم، ونبيّنا قبل نبيّكم، ونحن على دين ابراهيم ولن يدخل الجنّة إلاّ من كان هودًا. وقالت النصارى مثل ذلك. فقال المسلمون كتابنا بعد كتابكم ونبيّنا بعد نبيّكم، وديننا بعد دينكم، وقد أمرتم أن تتبعونا وتتركوا أمركم، فنحن خير منكم، نحن على دين ابراهم واسماعيل واسحاق. ولن يدخل الجنّة إلاّ من كان على ديننا. فأنزل الله تعالى (ليس بأمانيكم) الآية. وروي نحوه عن مسروق وقتادة”.
4) إلى جانب قضيّة الأديان النبويّة يقوم السؤال عن مصير الشعوب الذين كانوا وثنيّين مشركين أو ابتعدوا عن تعليم دينهم الأصليّ، أو كانوا قابعين في الجهل الدينيّ لأنّهم عاشوا في زمن خالٍ من بعثة أنبياء.
“علمنا أنّ أهل الفترة هم الذين لم تبلغهم دعوة صحيحة تحرك إلى النظرة أو بلغهم أنّ بعض الأنبياء بعثوا ولكن لم يصل إليهم شيء صحيح من شرائعهم، فهم يؤمنون بهم إيمانًا إجماليًّا كالحنفاء من العرب الذي كانوا يؤمنون بإبراهيم وإسماعيل ولا يعرفون من دينهما شيئًا خالصًا. وحجّة الأشاعرة على عدم مؤاخذتهم آيات كقوله تعالى (17: 15): وما كنّا معذّبين حتّى نبعث رسولاً. وقوله (4: 165): لئلا يكون للناس على الله حجّة بعد الرسل. وذهب كثير منهم إلى الاكتفاء ببلوغ دعوة أي نبيّ في ركني
[1]- راجع في ذلك الكتاب المذكور في الحاشية 5، ص 301-302 و392-393؛ وتفسير المنار، المجلّد الأوّل، ص 337-339.
الدين الركينين وهما الإيمان بالله وباليوم الآخر، فمن بلغته وجب عليه الإيمان بهذين الأصلين، وإن لم يكن النبي مرسلاً إليه.
وذهب جمهور الحنفيّة وكذلك المعتزلة إلى أنّ أصول الاعتقاد تدرك بالعقل فلا تتوقّف المؤاخذة عليها على بلوغ دعوة رسول، وإنّما يجيء الرسل مؤكّدين لما يفهم العقل موضحين له ومبيّنين أمورًا لا يستقل بإدراكها كأحوال الآخرة وكيفيات العبادة التي ترضى الله تعالى. وأوّلوا آية (وما كنّا معذّبين حتى نبعث رسولاً)، بأنّ المراد بالتعذيب هو الاستئصال في الدنيا بإفناء الأمّة أو استذلالها، والذهاب باستقلالها، وينافيه ما يدلّ عليه استعمال “وما كنّا” من إرادة نفي الشأن الدالّ على عموم السلب، ولهم في كتبهم أدلّة ومناقشات ليس هذا من مواضعها.
وعن الإمام الغزالي أنّ الناس في شأن بعثة النبيّ أصناف ثلاثة – من لم يعلم بها بالمرّة، أي كأهل أمريكا لذلك العهد – وهؤلاء ناجون حتمًا (أي إن لم تكن بلغتهم دعوة أخرى صحيحة)؛ ومن بلغته الدعوة على وجهها لم ينظر في أدلّتها إهمالاً أو عنادًا أو استكبارًا، وهؤلاء يؤاخذون حتمًا؛ ومن بلغته على غير وجهها أو مع فقد شرطها وهو أن تكون على وجه يحرّك داعية النظر، وهؤلاء في معنى الصنف الأوّل. هذا معنى عبارته المطابقة لأصول الكلام.
(وأقول) عبارته في “كتاب فيصل التفرقة” في هذا الصنف هي: وصنف ثالث بين الدرجتين، بلغهم اسم محمّد ولم يبلغهم نعته وصفته، بل سمعوا منذ الصبا أنّ كذابًا مدلسًا اسمه محمّد ادعى النبوّة كما سمع صبياننا أنّ كذابًا يقال له المقفع تحدّى بالنبوة كاذبًا، فهؤلاء عندي في معنى الصنف الأوّل. فإنّ أولئك مع أنّهم لم يسمعوا اسمه لم يسمعوا ضدّ أوصافه، وهؤلاء سمعوا ضدّ أوصافه، وهذا لا يحرّك داعية النظر في الطلب”.
ويستنتج رشيد رضا: “وأقول في حلّ معنى الآية على هذا: إن أهل الأديان الإلهيّة – وهم الذين بلغتهم دعوة نبي على وجهها وبشرطها – إذا آمنوا بالله واليوم الآخر على الوجه الصحيح الذي بيّنه نبيّهم وعملوا الأعمال الصالحة فهم ناجون مأجورون عند الله تعالى. وإذا آمنوا على غير الوجه الصحيح كالمشبهة والحلوليّة والاتحاديّة وغيرهم فلا ينالهم من هذا الوعد شيء، بل يتناولوهم الوعيد المذكور في الآيات الأخرى. وكذلك حال الذين يؤمنون بأقوالهم دون أعمالهم، فإنّ الإيمان الصحيح هو صاحب السلطان الأعلى على القلب والإرادة التي تحرّك الأعضاء في الأعمال، فإن نازعه في سلطانه طائف من الشهوة فإنّه لا يلبث أن يقهره (7: 201): “إنّ الذين اتقوا إذ مسّهم طائف من الشيطان تذكّروا فإذا هم مبصرون”. ثمّ أزيد الآن على ما تقدّم أنّ كلّ هذه الأقوال والتفصيلات إنّما هي في المؤاخذة على اتباع دعوة الرسول وعدمها. ولا يعقل ان يكون من لم تبلغهم الدعوة بشرطها أو مطلقًا ناجين على سواء وأن يكونوا كلّهم في الجنّة كأتباع الرسل في الإيمان الصحيح والعمل الصالح. إذ لو صحّ هذا لكان بعث الرسل شرًّا من عدمه بالنسبة إلى أكثر الناس. والمعقول الموافق للنصوص أنّ الله تعالى يحاسب هؤلاء الذين لم تبلغهم دعوة بحسب ما عقلوا واعتقدوا من الحقّ والخير ومقابلهما”.
5) نسرد في آخر هذا العرض ما صرّح به الإمام الأكبر محمود شلتوت في كتابه “الإسلام عقيدة وشريعة” وموقفه حول ذلك قريبٌ من موقف الغزالي الذي جاء عرضه آنفًا. فبعد أن عدّد محتويات الإيمان الإسلاميّ وأوضح أنّ من لا يعترف بها لا يكون مسلمًا، نظر في حكمه عند الله:
” أمّا الحكم بكفره عند الله فهو يتوقّف على أن يكون إنكاره لتلك العقائد أو لشيء منها – بعد أن بلغته على وجهها الصحيح، واقتنع بها فيما بينه وبين نفسه، ولكنّه أبى أن يعتنقها ويشهد بها عنادًا واستكبارًا، أو طمعًا في مال زائل أو جاهٍ زائف، أو خوفًا من لوم فاسد؛ فإذا لم تبلغه تلك العقائد أو بلغته صورة منفرة أو صحيحة ولم يكن من أهل النظر، أو كان من أهل النظر ولكن لم يوفق إليها، وظلّ ينظر ويفكّر طلبًا للحقّ، حتّى أدركه الموت أثناء نظره – فإنّه لا يكون كافرًا يستحقّ الخلود في النار عند الله.
ومن هنا كانت الشعوب النائية التي لم تصل إليها عقيدة الإسلام أو وصلت إليها بصورة سيئة منفرة، أو لم يفقهوا حجّته مع اجتهادهم في بحثها – بمنجاة من العقاب الأخروي للكافرين، ولا يطلق عليهم اسم الكفر.
– دار الشروق، بيروت (لبنان)، الطبعة الثامنة، بلا تاريخ، ص 19-20. وقد قدم روبير كاسبار ترجمة فرنسيّة لهذا المقطع في: Islamochristiana 3, Rome 1977, 56-67
والشرك الذي جاء في القرآن أنّ الله لا يغفره، هو الشرك الناشئ عن العناد والاستكبار. الذي قال الله في أصحابه “وجَحَدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلمًا وعلوًّا” (النمل 27: 14).
خاتمة
إن جاء على لسان بعض كبار علماء الكلام من مثل الغزالي ومحمّد عبدو ومحمود شلتوت أنّ المسيحيّين الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر ويعملون صالحًا يحقّ لهم أن يرجوا الحصول على رضوان الله وثوابه، فهذا مدعاة إلى التفاؤل من أنّه ينفسح أمام المسلمين والمسيحيّين مجال للحوار الرصين المنفتح والتعاون الدؤوب النصوح، لمعالجة مشاكل عالمنا الواحد. بذلك تتّسع أمامهم مجالات العمل على تصافي القلوب وإحلال القربى بينهم، ومعالجة القضايا المشتركة لما فيه خير أبناء البلد الواحد وفسحة أمل في ضيقات البشريّة جمعاء.