Al-Mawadda

Al-Mawadda

بعض ما أخشى على نفسي وعلى أمّتي

بعض ما أخشى على نفسي وعلى أمّتي

1 أخشى على نفسي وعلى أمّتي
أن يطغى فينا الجهل الغافل على الفكر الدؤوب.
وأن يلجم إطلاق الشعارات العكوف على التعليل والفهم.
وأن يعطّل التسرّع العَزْمَ على التبحّر والاستنباط.
أخشى أن يلاشي التزمّت من حولنا انطلاقة الروح
وأن تعكّر دوّامة الشكوى والتمرمر في قلبنا طلعة الفرح والانشراح.
وأن تقصي فورة العاطفة في صدرنا صفاء الذهن وثقابة العقل.

2 أخشى على نفسي وعلى أمّتي
أن يمرّ علينا الزمان، ونحن قابعون في حفرتنا
وأن تتكاثر من حولنا علامات الأزمنة، ونحن غائبون في غفلتنا.
وأن تزدحم حولنا مشاكل الحياة، ونحن تائهون في حيرتنا.
أخشى أن تطلّ علينا قبسات الرجاء، ونحن هائمون في مهاوينا.
وأن تضحك لدى ساكني الأرض أشعّة النور، ونحن متلبّسون حَلَكتنا.
وأن تهبّ على الشعوب نسمات الانتعاش، ونحن تحبس أنفاسَنا رياح الخذلان.

3 أخشى على نفسي وعلى أمّتي
أن يستفحل فينا الغياب وتنطفئ جذوة المعرفة.
وأن يستشري شغف المنفعة ويقضي على شهامة القلب.
وأن نغرق في مستنقعات المصالح وتنحجب عنّا آفاق الروح.
أخشى أن تتحكّم بنا الأنانيّة وتذوب فينا نبضة الإنسانيّة.
أخشى علينا تجبّر الانعزاليّة فتنقطع بيننا أسباب التواصل.
أخشى أن تنتشر عندنا الببّغائيّة فتتلاشى يقظة العقول.
أخشى علينا أن تشتدّ عندنا قوقعة الضوضاء فلا نعود نسمع همس الحقيقة.
وأن تحتقن في قلوبنا البغضاء فتعمى أبصارنا عن أصالة الحقّ.
وأن يتأصّل فينا احتقار الناس ويعبث بمقدّسات الروح.

4 أخشى على نفسي وعلى أمّتي
أخشى علينا أصفاد التقوقع والجفاء، وأتمنّى لنا انشراح الصدر.
أخشى علينا أسر الغيبوبة، وأتمنّى لنا أنوار الصفاء.
أخشى علينا صمّ الآذان، وأتمنّى لنا وعي القِيَم.
أخشى علينا كمَّ الألسن، وأتمنّى لنا صيحة الحريّة.

5 أخشى علي نفسي وعلى أمّتي
أخشى علينا تحكّم الظلم، وأتمنّى هيمنة العدل.
أخشى علينا تجبّر الانتقام، وأتمنّى لنا اقتدار الرحمة.
أخشى علينا سكرة الحقد، وأتمنّى لنا الإقدام على الصفح والتصافي.
أخشى علينا لعنة البغض، وأتمنّى لنا جبروت المحبّة.

عادل تيودور خوري
في 25/10/2004